X
يقول أحد الحداثيين الإسلاميين «أن الاجتهاد هو حداثة المسلمين، وإذا صارت مجتمعاتهم تئن من وطأة الجمود والتأخر، فمرد ذلك إلى تخليهم عن الاجتهاد وتشبثهم بالتقليد»، لكن السؤال المطروح: أي اجتهاد هو؟ ومن له الحق فيه؟ وخاصة في الآونة الأخيرة؛ إذ أضحى كل من له زاد علمي أو حقد على الدين، يتطاول على هذا الدين بفتاوى سائبة: الغرض منها الخروج على الفطرة السليمة.
ولكن لايخلو ممن هم محسوبون على الأمة المسلمة أن أظهروا تمردهم على التراث والقيم؛ محاولة منهم يائسة وتنفيذاً لأوامر من غزوهم فكرياً لاستئصال الثقافة العربية والإسلامية ومحوها، ساعيين بذلك لتقليد أولئك الأسياد دون التفكر بما يناسب البنية الاجتماعية والسياسية لشعوبهم والاقتداء بالنموذج الغربي غثه وسمينه، لكن هؤلاء كلما نشطوا وجدوا أنفسهم معزولين منبوذين في وسط أجواء متخبطة.
الفكر الحداثي يرتكز على النقاط التالية:
إعلان القطيعة التامة مع الدين، وتجاوز ما يسمونه (سلطة النص)، والتأكيد على أن النص يجب أن يقرأ في سياقه التاريخي (أي : النص الشرعي بطبيعة الحال).
التمرد الصارخ على القيم والثوابت الفكرية والأخلاقية، والضيق الشديد بكل ما له صلة بالدين.
الدعوة إلى الاقتداء بالأسياد البيض (الغرب) بكل ما عندهم من إنجازات معرفية، وظواهر الحادية، وتمزفات اجتماعية.
الدعوة إلى فسح مجال الاجتهاد الشرعي للجميع، ومن ثم إقصاء دور العلماء.
X