الإرادة هبة الله لخلقه من البشر وهي جبلتهم التي جبلوا عليها، وسمتهم التي امتازوا بها، من سواهم من الخلق، وهي لدن الأمم والجماعات والأفراد كافة وتكون عادة خصوصية أصحاب القرائح والمواهب، من الشعراء والأدباء والكتاب والمفكرين بعامة.

والمُؤّلف الموسوم ب ( فلسفة الإرادة، في شعر الجهاد والشهادة، في سورية العاصرة ) جزء ممن متطلبات رسالة الماجستير، التي تقدم بها صاحبها، إلى مجلس جامعة بغداد، في العام الدراسي ١٩٨٦ ١٩٨٧٠ م، وقد رصد فيها أشعار الإسلاميين، في الفترة من 1950 م إلى 1986 م، وقد حاول فيها تعقب المراحل المختلفة التي مر بها الشعب السوري فجاءت صورة معبرة عن إرادة ذلك الشعب المظلوم، الذي هضم في قراره وخياره، فعبر عن إرادته بشعر فيه ورفض، وفيه بوح ومعاناة، وفيه استنهاض للهمم، من أجل فعل مشرف ضد عدو استباح دمه وماله وعرضه، وحرمه من العيش في وطنه بحرية وأمن وسلام.