العقلانية | افات معاصرة

الدين الذي يخاصم العقلانية والعقلانية التي تخاصم الدين أمراض أوروبية بحتة، لا

صلة للعالم الإسلامي بها. ولكن الأمراض تنتقل من مكان إلى مكان كما انتقل مرض الكورونا

من بيئته الأصلية فانتشر في العالم كله، رغم إجراءات الحظر المفروضة عليه.

والعقلانية التي تخاصم الدين تحاول اليوم أن تنتقل إلينا من خلال مقالات العلمانيين

التي يبثونها في مختلف وسائل الإعلام من كتب وصحافة وإذاعة ومسرشح وسينما وتلفاز

ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمنصات المنوعة التي لا رقيب ولا حسيب عليها!

وكان اندفاع أوروبا إلى العقلانية محموماً لا يقف عند الحد المعقول!

كان انتقاماً من قرون الحجر على العقل الذي مارسته الكنيسة في إبان سطوتها. فكان

أول ما اتجهت إليه هذه العقلانية هو الكنيسة ومقولاتها.. لا مناقشتها في تعقل كما ينبغي

للعقلانية السليمة أن تفعل ولكن لتخطئتها والتنديد بها والدعوة إلى نبذها !

وهكذا ولدت العقلانية الأوروبية من لحظتها الأولى في خصام مع الدين، لا لأن الدين. في

حقيقته العلوية خصم العقل، ولكن لأن الكنيسة حجرت باسم ذلك الدين على العقل

أن يفكر، ومارست هذا الحجر بفظاظة تفوق الحد.. فهي إذن قضية انفعالية بحتة، وإن

لبست زي العقل لتستر ما هي عليه من اندفاع !

المؤلف: عاطف نموس

أضف للسلة