تمر الدول بمنعطفات تاريخية وسياسية وثقافية وتتبدل فيها الوجوه والألبسة والثقافات وحتى الأديان، وغالباً ما تدل التسميات الجديدة للدول عن مضامين جديدة، فهل هذا ما حدث في إيران الخميني؟

في هذا الكتاب نتعرض وبشيء من التفصيل لجميع المرتكزات الفكرية والسياسية لإيران بين حقبتين تاريخيتين مهمتين، إيران الشاهنشاهية الإمبراطورية المتعاونة صراحة مع الصهيونية وإيران الجمهورية الإسلامية التي ترفع شعار العداء للصهيونية، بين إيران رضا بهلوي وإيران روح الله الخميني، بين القبعة والعمامة، بين القميص والبنطال والجبة.

سنجد في هذا الكتاب إن ما تغير هو الشعارات والمظاهر، ولكن الحقد، والطائفية الفكرية والسياسية، الفكر الاستعماري، والغدر والانقضاض على الجوار والتعامل مع أعداء الأمة، كل ذلك لم يتغير، لقد تغيرت العناويين وبقي المضمون، لقد تحول عداء الأمة من العلن وهو الأسهل إلى المستتر بستر التقية والغدر والخداع وهو الأخطر. تحولت إيران من الحاكم بأمر الله إلى الحاكم نيابة عن الله بل سمي روح الله، تغير شكل الأفعى ولكن لم تتغير أنياب الأفعى أوسمها القاتل.