X
إن الأصول الشعرية بعامة تنحصر في القيم الشعورية والتعبيرية الخاصة بالإنسان، فأصحاب الأصول المنتمية يختلفون من حيث القيم عن أصحاب الأصول غير المنتمية ولا شك أن الفارق كبير بين من يقف في صحن داره، وهو يرى حجراته التي كانت ذات يوم مرتع صباه، وقد أحالتها قنابل الجناة إلى أطلال خربة، فتتحول طاقته الشعورية إلى قيم غاضبة تصب جحيمها على المعتدين، وبين آخر من اللامنتمين الذين يريدون أن يعيشوا، بعيداً عن معاناة أهلهم وذويهم والفرق كبير بين هؤلاء! بين ابن الأصول المنتمي لأمته ووطنه، وبين ذاك المجرد من القيم، وقد اختار في ذاته الهابط والساقط فخرج من خانة الأصوليين ولم يكن واحدا منهم! والمسألة معيارية
يا للشموس كأنها لم تشرقِ
والبدر لم يألق بليلٍ غاسقِ
والوردُ لم يَنْبُت على تِلك الرُبى
أبداً ولم يَنْشُر شذاهُ بِخافِقِ
والرَّبْع لم يأنَس بأصحابِ الحَجا
يوماً ولم يُكْرَم بهمةِ صادقِ
والساحُ لم يحفلْ بأجنادِ الهُدى
وكأنه ساحٌ للصٍّ سارقِ
غبرت سُنُوِّ المكرماتِ فهل ترى
أثراً لعيش مكارمٍ مُتساوقِ
تبكي المكارِمُ عِزَّها في مَهْدِها
ذلَّت وحَطّتْ غِيلَةً عن شاهِقِ
X