X
، فكان عليهم أن يعيشوا غرباء، بالرغم من انتمائهم الأصيل، ومواقفهم المشرفة، والصادقة تجاه الوطن والمواطنين.
وَطَنٌ عَليهِ تَكَالَبَ الأغْيارُ وتَحَالفَ الخَمَّارُ والسّمارُ
وتَعَاقَبَتْ غِيَرُ الزَّمَانِ فَكُلَّما دَارَ الزَّمَانُ تبدّلتْ أدْوَارُ
كَالْمَسْرَحِيَّةِ، والفُصُولُ تَعَاقُبٌ ولِكُلِّ فَصْلٍ في الحياةِ مَسَارُ
فيها الشُّخُوصُ مَوَاثِلٌ مَقْصُورةٌ صُمٌّ وبُكْمٌ أعْجَمَ «الأَمَّارُ »
قصائد كانت نتاج حقبة زمنية تزيد على ربع قرن من الزمان، وتتصف بصفات ثلاث:
الأولى: وقد انشغلت بالوطن وقضاياه المعاصرة، والمسائل الدينية والأخلاقية، سيما بعد تفشي ظاهرة الإلحاد، والعدوان الخارجي الذي أصبح طاغياً ومستمرا.
الثانية: ثورية، وبسببها كانت غاضبة وثائرة ومتمردة، ولذلك كان منها: بين ليلين والصريخ، والأزفة، والصيحة، والنذير والنداء وإفادة أمام محكمة التاريخ.
والثالثة الغربة: التي كان لها دخلها في الحياة العامة والخاصة، والتي استطاعت أن تجعل من مركب الهم عند صاحبها. وقد مضى على اغترابه اثنتان وأربعون سنة، ذوباً من المشاعر، يجمع بين حلاوة الوطن ومرارة الغربة! وهو القائل:
أنت الغريب، فسجلها ملاحظة إن الغريب ببطن الغيب متهم
X